• غزوة بنى النضير

    أسباب الغزوة

    كان بنى النضير قوم من اليهودالذين كانوا يجاورون المسلمين فى المدينة، وكان بينهم وبين المسلمين عهد سِلم، ولكن طبيعة الشر والغدر المتأصلة فى اليهود أبت إلا أن تحملهم على نقض عهدهم، فقد دبروا مؤامرة خبيثة تستهدف قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك حينما جاءهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستعين بهم فى دية قتيلين من بنى عامر، و كان بينهم وبين بنى النضير عقد وحلف، فقالوا: نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت مما استعنت بنا عليه، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب جدار من بيوتهم، فخلا بعضهم ببعض فقالوا ـ كما ذكر ابن هشام في سيرته ـ : إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، و رسول الله إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد، فمَنْ رجل يعلوا على هذا البيت فيلقى عليه صخرة فيريحنا منه؟، فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب أحدهم فقال : أنا لذلك، فصعد ليلقى عليه صخرة كما قال، و رسول الله فى نفر من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وعلي ـ رضوان الله عليهم ـ ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبرُ من السماء بما أراد القوم فقام وخرج راجعاً إلى المدينة


    ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة إلى يهود بني النضير، يخبرهم بأن يخرجوا من المدينة ولا يساكنوا المسلمين، وأمهلهم عشرة أيام، فمن وُجِد بعد ذلك قُتِل


    موقف اليهود
    تأهبوا للخروج، ولكن المنافقين تدخلوا، وأخبروهم أنهم معهم ضد المسلمين، وأرسل إليهم عبد الله بن أبي بن سلول من يقول لهم : اثبتوا وتمنعوا، وإن قوتلتم قاتلنا معكم


    وهنا عادت لليهود ثقتهم، واستقر رأيهم على المناورة، وطمع رئيسهم حيي بن أخطب فيما قاله رأس المنافقين، فبعث إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : إنا لا نخرج من ديارنا، فاصنع ما بدا لك




    فلما بلغ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جواب حيي بن أخطب، كَبَّر وكبر أصحابه، ثم سار إليهم، يحمل لواءه علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بعد أن استخلف على المدينة عبد الله ابن أم مكتوم ، و فرض عليهم الحصار، ولجأ اليهود إلى الحصون، واحتموا بها، وأخذوا يرمون المسلمين بالنبل والحجارة، وكانت نخيلهم وبساتينهم عوناً لهم في ذلك، فأمر رسول الله بقطع بعضها وتحريقها


    ولم يطل الحصار، فقد دام ست ليال فقط، وقيل خمس عشرة ليلة، حتى قذف الله فى قلوبهم الرعب فاندحروا واستسلموا، وأرسلوا للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريدون الخروج من المدينة، فوافق ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن يجليهم ويكف عن دمائهم، على أن لهم ما حملت الإبل إلا من السلاح




    فخرج اليهود يجرون ذيول الخيبة والهزيمة، بعد أن خربوا بيوتهم، فكان الرجل منهم يهدم بيته حتى يخلع بابه فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به



    فخرجوا إلى خيبر، ومنهم من سار إلى الشام، وغنم المسلمون أرضهم وديارهم وأموالهم وأسلحتهم




    غزوة بنى النضير

    أسباب الغزوة

    ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة إلى يهود بني النضير، يخبرهم بأن يخرجوا من المدينة ولا يساكنوا المسلمين، وأمهلهم عشرة أيام، فمن وُجِد بعد ذلك قُتِل
    موقف اليهود تأهبوا للخروج، ولكن المنافقين تدخلوا، وأخبروهم أنهم معهم ضد المسلمين، وأرسل إليهم عبد الله بن أبي بن سلول من يقول لهم : اثبتوا وتمنعوا، وإن قوتلتم قاتلنا معكم
    وهنا عادت لليهود ثقتهم، واستقر رأيهم على المناورة، وطمع رئيسهم حيي بن أخطب فيما قاله رأس المنافقين، فبعث إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : إنا لا نخرج من ديارنا، فاصنع ما بدا لك

    فلما بلغ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جواب حيي بن أخطب، كَبَّر وكبر أصحابه، ثم سار إليهم، يحمل لواءه علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بعد أن استخلف على المدينة عبد الله ابن أم مكتوم ، و فرض عليهم الحصار، ولجأ اليهود إلى الحصون، واحتموا بها، وأخذوا يرمون المسلمين بالنبل والحجارة، وكانت نخيلهم وبساتينهم عوناً لهم في ذلك، فأمر رسول الله بقطع بعضها وتحريقها
    ولم يطل الحصار، فقد دام ست ليال فقط، وقيل خمس عشرة ليلة، حتى قذف الله فى قلوبهم الرعب فاندحروا واستسلموا، وأرسلوا للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريدون الخروج من المدينة، فوافق ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن يجليهم ويكف عن دمائهم، على أن لهم ما حملت الإبل إلا من السلاح

    فخرج اليهود يجرون ذيول الخيبة والهزيمة، بعد أن خربوا بيوتهم، فكان الرجل منهم يهدم بيته حتى يخلع بابه فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به

    فخرجوا إلى خيبر، ومنهم من سار إلى الشام، وغنم المسلمون أرضهم وديارهم وأموالهم وأسلحتهم

    0 Комментарии 0 Поделились 49 Просмотры 0 предпросмотр
  • غزوة حمراء الأسد

    أسباب الغزوة

    عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون إلى المدينة بعد غزوة أحد فوجدوا المدينة كالمرجل المتقد؛ إذ كشف المنافقون واليهود والمشركون عما فى قلوبهم نحو رسول الله صلي الله عليه وسلم ودينه ، وأظهروا السرور والفرح لما لحق بالمسلمين من هزيمة


    فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن الموقف يستدعى عملاً سريعًا يخفف من وقع هزيمة أحد، فأعاد تنظيم رجاله على عجل، وتحامل الجريح مع السليم على تكوين جيش جديد يخرج فى أعقاب قريش ليطاردهم ويمنع ما قد يجد من تكرار عدوانها، ولإشعار الكفار بأن الهزيمة لم تؤثر فى عزيمة المسلمين وأنهم من القوة بحيث خرجوا يطلبون الثأر


    كانت معركة أحد فى يوم السبت لخمسة عشر من شوال وكان خروج هذا الجيش فى يوم الأحد لستة عشر منه؛ فقد أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس بالخروج فى طلب العدو وأذن ألا يخرجن معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس، فخرجوا لم يتخلف منهم أحد حتى بلغوا حمراء الأسد، وهي على بعد ثمانية أميال من المدينة فى طريق مكة، واقتربوا من جيش أبى سفيان


    وكان رجال من قريش يتلاومون يقول بعضهم لبعض: لم تصنعوا شيئًا أصبتم شوكة القوم وحدهم ثم تركتموهم ولم تبتروهم


    فلما علموا بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم فى أثرهم ظنوا أنه قد حضر معه من لم يحضر بالأمس لاسيما حين مر بهم معبد الخزاعي وقال لهم: إن محمدًا قد خرج فى أصحابه يطلبكم فى جمع لم أر مثله قط، فبعد أن كانوا يتلاومون على ترك المسلمين من غير شن الغارة على المدينة تزلزل تفكيرهم، وفترت همتهم وآثروا أن يبقوا على نصرهم في أحد واستمروا فى سيرهم إلى مكة


    أقام الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون فى حمراء الأسد ثلاثة أيام ثم عادوا إلى المدينة، وقد أثنى الله تعالى على ذلك وخلد ذكره فقال تعالى:{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}-

    غزوة حمراء الأسد

    أسباب الغزوة

    فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن الموقف يستدعى عملاً سريعًا يخفف من وقع هزيمة أحد، فأعاد تنظيم رجاله على عجل، وتحامل الجريح مع السليم على تكوين جيش جديد يخرج فى أعقاب قريش ليطاردهم ويمنع ما قد يجد من تكرار عدوانها، ولإشعار الكفار بأن الهزيمة لم تؤثر فى عزيمة المسلمين وأنهم من القوة بحيث خرجوا يطلبون الثأر
    كانت معركة أحد فى يوم السبت لخمسة عشر من شوال وكان خروج هذا الجيش فى يوم الأحد لستة عشر منه؛ فقد أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس بالخروج فى طلب العدو وأذن ألا يخرجن معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس، فخرجوا لم يتخلف منهم أحد حتى بلغوا حمراء الأسد، وهي على بعد ثمانية أميال من المدينة فى طريق مكة، واقتربوا من جيش أبى سفيان
    وكان رجال من قريش يتلاومون يقول بعضهم لبعض: لم تصنعوا شيئًا أصبتم شوكة القوم وحدهم ثم تركتموهم ولم تبتروهم
    فلما علموا بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم فى أثرهم ظنوا أنه قد حضر معه من لم يحضر بالأمس لاسيما حين مر بهم معبد الخزاعي وقال لهم: إن محمدًا قد خرج فى أصحابه يطلبكم فى جمع لم أر مثله قط، فبعد أن كانوا يتلاومون على ترك المسلمين من غير شن الغارة على المدينة تزلزل تفكيرهم، وفترت همتهم وآثروا أن يبقوا على نصرهم في أحد واستمروا فى سيرهم إلى مكة
    أقام الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون فى حمراء الأسد ثلاثة أيام ثم عادوا إلى المدينة، وقد أثنى الله تعالى على ذلك وخلد ذكره فقال تعالى:{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}-

    0 Комментарии 0 Поделились 56 Просмотры 0 предпросмотр
  • غزوة أحد


    لم تهدأ ثائرة قريش بعد هزيمتهم المنكرة فى غزوة بدر ، وما خلّفه ذلك من مقتل خيرة فرسانها ، وجرحٍ لكرامتها ، وزعزعة لمكانتها بين القبائل ، فأجمعت أمرها على الانتقام لقتلاها ، وألهب مشاعرها الرغبة الجامحة فى القضاء على الإسلام وتقويض دولته


    ولم يكن ذلك الدافع الوحيد لاستعادة هيبتها ، إذ كانت تجارة قريش قد تأثّرت بشدّة من الضربات المتكرّرة التى نفّذتها سرايا المؤمنين ، وما قامت به من التعرّض للقوافل التجارية من أجل قطع الإمدادات والمؤن التى كانت تأتيهم من الشام وما حولها ، فكان لذلك أثره فى إنهاك قريش وإضعافها


    لهذا وذاك ، قام أبو سفيان فى قومه يؤلّب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويجمع القوّات ، حتى بلغ لديه قرابة ثلاثة ألف رجل ومائتي فارس ، من قريش وما حولها من القبائل العربية ، ثم أمر أبو سفيان الجيش بأخذ النساء والعبيد ، حتى يستميت الناس فى الدفاع عن أعراضهم ، وانطلقوا ميمّمين وجوههم شطر المدينة


    وهنا أحسّ العباس بن عبدالمطّلب بخطورة الموقف – وكان يومئذٍ مشركاً – فبعث برسالة عاجلةٍ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبره فيها بخبر القوم ، ويبيّن له إمكانات الجيش وقدراته الحربية ، لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد الاستيثاق مما ورد في هذه الرسالة ، فأرسل الحُباب بن المنذر بن جموح رضي الله عنه ليستطلع الخبر ، فعاد إليه مؤكّدا ما ورد في الرسالة


    موقف رسول الله


    اجتمع رسول الله بأصحابه ، وشاورهم فى الخروج من المدينة للقاء العدو ، أو البقاء فيها والتحصّن بداخلها ، فاختار بعضهم البقاء فى المدينة ، ومال رسول الله إلى هذا الرأي ، بناءً على أن جموع قريش لن تقوى على القتال بين الأزقة والطرقات ، ويمكن للنساء والأبناء المشاركة فى الدفاع عن المدينة من شرفات البيوت وأسطحها ، كما أنّ التحصّن فيها سيتيح فرصة استخدام أسلحةٍ لها أثرها فى صفوف العدوّ كالحجارة ونحوها


    بينما اختار الخروجَ إلى العدوّ الرجالُ المتحمّسون الذين حرموا من شهود يوم بدر ، وتاقت نفوسهم إلى الجهاد فى سبيل الله ، وطمعوا فى نيل الشهادة ، فألحّوا على رسول الله أن يخرج لقتالهم ، وقالوا له : يا رسول الله ، كنّا نتمنّى هذا اليوم وندعو الله ، فقد ساقه إلينا وقرب المسير ، اخرج بنا إلى أعدائنا ، لا يرون أنا جبنّا عن لقائهم ، وأمام هذا الإلحاح لم يجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بُدّاً من اختيار هذا الرأي ، فدخل بيته ولبس عدّة الحرب


    ولما أفاقوا من نشوة حماسهم بدا لهم أنهم أكرهوا رسول الله على أمر لم يرده ، وشعروا بحرج بالغ ، فتلاوموا فيما بينهم ، وأرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمزة بن عبدالمطلب ليعتذر عن ذلك فقال : يا نبي الله ، إن القوم تلاوموا وقالوا : أَمْرُنا لأمرك تبع ، رأى رسول الله أن من الحزم المضيّ قدماً فى اختياره ، فقال : ( إنه لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله )


    أحداث الغزوة


    وفى ليلة الجمعة تأهّب الناس للخروج ، واستعدّوا للقتال ، وعيّن رسول الله صلي الله عليه وسلم من يقوم بحراسة المدينة ، ثم تحرّك الجيش المكوّن من ألف رجل ، واستمرّ الجيش فى مسيره حتى بلغوا بستاناً يُقال له الشّوط ، عندها انسحب عبدالله بن أبي بن سلول بحركة ماكرة ومعه ثلث الجيش ، فقد أراد أن يوهن من عزائم المسلمين ويفتّ فى عضدهم ، ويوقع الفرقة فى صفوفهم ، مبرّراً ذلك حيناً باستبعاده أن يحدث قتالٌ ، وحيناً باعتراضه على قرار القتال خارج المدينة ، قائلاً : أطاعَ الولدانَ ومن لا رأي له ، أطاعهم وعصانى ، علام نقتل أنفسنا ؟ ، ولقد حاول عبدالله بن حرام رضي الله عنه أن يثنيهم عن عزمهم ، وقال لهم : يا قوم ، أذكّركم الله أن لا تخذلوا قومكم ونبيّكم عندما حضر عدوّهم ، فردّوا عليه : لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسْلمناكم ، ولكنّا لا نرى أن يكون قتالٌ ، وكاد هذا الموقف أن يؤثر على المؤمنين من بنى سلمة وبنى حارثة فيتبعوهم ، ولكن الله عصمهم بإيمانهم ، وأنزل فيهم قوله : { إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليّهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون } ( آل عمران : 122 )



    الاستعداد للمعركة


    وفى يوم السبت وصل الجيش إلى جبل أحد وعسكر هناك ، واختار رسول الله صلي الله عليه وسلم أرض المعركة ، وقام بتقسيم أفراد الجيش إلى ثلاث كتائب ، وردّ رسول الله صلي الله عليه وسلم صغار السنّ ومنعهم من المشاركة ، ثم عرج رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى أصحابه فانتخب منهم خمسين رامياً ، وأمّر عليهم عبدالله بن جُبير رضي الله ، وجعلهم على جبل يُقال له عينيْن يقابل جبل أحد ، وقال لهم : ( إن رأيتمونا تخْطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم ، وإن رأيتمونا هَزَمْنا القوم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم ، وانضحوا عنا بالنبل لا يأتونا من خلفنا ، إنا لن نزال غالبين ما ثبتم مكانكم ) ، ثم تقدّم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصفوف فسوّاها ، ووضع أشدّاء المؤمنين في مقدّمتهم ، وقال : ( لا يُقاتلنّ أحدٌ حتى نأمره بالقتال )


    و فى هذه الأثناء حاول أبو سفيان أن يُحدث شرخاً فى صفوف المؤمنين ، فعمد إلى الأنصار قائلا : خلّوا بيننا وبين ابن عمّنا ؛ فننصرف عنكم ، ولا حاجة لنا بقتالكم ، فقبّحوا كلامه وردّوا عليه بما يكره ، فجاء رجلُ يُقال له أبو عامر الراهب من أهل المدينة ، فأراد أن يثنيهم عن حرب قريش فقال : يا معشر الأوس ، أنا أبو عامر فقالوا له : فلا أنعم الله بك عيناً يا فاسق ، فلما سمعهم قال : لقد أصاب قومي بعدي شرٌّ



    بدأ المعركة


    بدأت المعركة بمبارزة فريدة تبعها التحام بين الصفوف ، واشتدّ القتال ، وبدأت ملامح النصر تظهر من خلال المواقف البطوليّة التى أظهرها المسلمون واستبسالهم فى القتال ، ومع تقهقر قريش وفرارهم أوّل الأمر ظنّ الرماة انتهاء المعركة ، ورأوا ما خلّفته من غنائم كثيرة فتحركت نفوسهم طمعاً فى نيل نصيبهم منها ، فتنادوا قائلين : الغنيمةَ أيها القوم ، الغنيمةَ ، ظهر أصحابكم فما تنتظرون ؟ ، فقال أميرهم عبد الله بن جبير : أنسيتم ما قال لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلم يلتفتوا إليه وقالوا : والله لنأتين الناس فلنصيبنّ من الغنيمة فغادروا أماكنهم متجهين صوب الوادى


    ووجد خالد بن الوليد فى ذلك فرصةً سانحة كي يدير دفّة المعركة لصالح المشركين ، وبالفعل انطلق مع مجموعة من الفرسان ليلتفّوا حول المسلمين ويحيطوا بهم من كلا الطرفين ، ففوجئ المسلمون بمحاصرتهم ، واستحرّ القتل فيهم ، وفرّ منهم من فرّ ، وتساقط الكثير منهم جرحى ، وفى هذه الأثناء انقطع الاتصال برسول الله


    وبينما كان المسلمون فى محنتهم تلك ، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يواجه الموت ، فقد خلُص إليه المشركون فكسروا أنفه وسِنّه ، وشجّوا وجهه الشريف حتى سالت منه الدماء ، فجعل يمسح الدم عنه ويقول : ( كيف يفلح قوم شجّوا نبيّهم ؟ )


    وأدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الأمور لن تعود إلى نصابها إلا بكسر هذا الطوق المحكم الذى ضربه المشركون ، فصعد إلى الجبل ومعه ثُلّة من خيرة أصحابه ، واستبسلوا فى الدفاع عنه


    وانكشفت المعركة عن مقتل سبعين صحابيّاً وجرح العديد منهم ، بعد أن انصرف المشركون مكتفين بالذى حقّقوه ، و لحقت الهزيمة بالمسلمين لأوّل مرة فى تاريخهم نتيجة مخالفتهم أوامر رسول الله

    غزوة أحد

    لم تهدأ ثائرة قريش بعد هزيمتهم المنكرة فى غزوة بدر ، وما خلّفه ذلك من مقتل خيرة فرسانها ، وجرحٍ لكرامتها ، وزعزعة لمكانتها بين القبائل ، فأجمعت أمرها على الانتقام لقتلاها ، وألهب مشاعرها الرغبة الجامحة فى القضاء على الإسلام وتقويض دولته
    ولم يكن ذلك الدافع الوحيد لاستعادة هيبتها ، إذ كانت تجارة قريش قد تأثّرت بشدّة من الضربات المتكرّرة التى نفّذتها سرايا المؤمنين ، وما قامت به من التعرّض للقوافل التجارية من أجل قطع الإمدادات والمؤن التى كانت تأتيهم من الشام وما حولها ، فكان لذلك أثره فى إنهاك قريش وإضعافها
    لهذا وذاك ، قام أبو سفيان فى قومه يؤلّب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويجمع القوّات ، حتى بلغ لديه قرابة ثلاثة ألف رجل ومائتي فارس ، من قريش وما حولها من القبائل العربية ، ثم أمر أبو سفيان الجيش بأخذ النساء والعبيد ، حتى يستميت الناس فى الدفاع عن أعراضهم ، وانطلقوا ميمّمين وجوههم شطر المدينة
    وهنا أحسّ العباس بن عبدالمطّلب بخطورة الموقف – وكان يومئذٍ مشركاً – فبعث برسالة عاجلةٍ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبره فيها بخبر القوم ، ويبيّن له إمكانات الجيش وقدراته الحربية ، لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد الاستيثاق مما ورد في هذه الرسالة ، فأرسل الحُباب بن المنذر بن جموح رضي الله عنه ليستطلع الخبر ، فعاد إليه مؤكّدا ما ورد في الرسالة

    موقف رسول الله

    اجتمع رسول الله بأصحابه ، وشاورهم فى الخروج من المدينة للقاء العدو ، أو البقاء فيها والتحصّن بداخلها ، فاختار بعضهم البقاء فى المدينة ، ومال رسول الله إلى هذا الرأي ، بناءً على أن جموع قريش لن تقوى على القتال بين الأزقة والطرقات ، ويمكن للنساء والأبناء المشاركة فى الدفاع عن المدينة من شرفات البيوت وأسطحها ، كما أنّ التحصّن فيها سيتيح فرصة استخدام أسلحةٍ لها أثرها فى صفوف العدوّ كالحجارة ونحوها
    بينما اختار الخروجَ إلى العدوّ الرجالُ المتحمّسون الذين حرموا من شهود يوم بدر ، وتاقت نفوسهم إلى الجهاد فى سبيل الله ، وطمعوا فى نيل الشهادة ، فألحّوا على رسول الله أن يخرج لقتالهم ، وقالوا له : يا رسول الله ، كنّا نتمنّى هذا اليوم وندعو الله ، فقد ساقه إلينا وقرب المسير ، اخرج بنا إلى أعدائنا ، لا يرون أنا جبنّا عن لقائهم ، وأمام هذا الإلحاح لم يجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بُدّاً من اختيار هذا الرأي ، فدخل بيته ولبس عدّة الحرب
    ولما أفاقوا من نشوة حماسهم بدا لهم أنهم أكرهوا رسول الله على أمر لم يرده ، وشعروا بحرج بالغ ، فتلاوموا فيما بينهم ، وأرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمزة بن عبدالمطلب ليعتذر عن ذلك فقال : يا نبي الله ، إن القوم تلاوموا وقالوا : أَمْرُنا لأمرك تبع ، رأى رسول الله أن من الحزم المضيّ قدماً فى اختياره ، فقال : ( إنه لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله )

    أحداث الغزوة

    وفى ليلة الجمعة تأهّب الناس للخروج ، واستعدّوا للقتال ، وعيّن رسول الله صلي الله عليه وسلم من يقوم بحراسة المدينة ، ثم تحرّك الجيش المكوّن من ألف رجل ، واستمرّ الجيش فى مسيره حتى بلغوا بستاناً يُقال له الشّوط ، عندها انسحب عبدالله بن أبي بن سلول بحركة ماكرة ومعه ثلث الجيش ، فقد أراد أن يوهن من عزائم المسلمين ويفتّ فى عضدهم ، ويوقع الفرقة فى صفوفهم ، مبرّراً ذلك حيناً باستبعاده أن يحدث قتالٌ ، وحيناً باعتراضه على قرار القتال خارج المدينة ، قائلاً : أطاعَ الولدانَ ومن لا رأي له ، أطاعهم وعصانى ، علام نقتل أنفسنا ؟ ، ولقد حاول عبدالله بن حرام رضي الله عنه أن يثنيهم عن عزمهم ، وقال لهم : يا قوم ، أذكّركم الله أن لا تخذلوا قومكم ونبيّكم عندما حضر عدوّهم ، فردّوا عليه : لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسْلمناكم ، ولكنّا لا نرى أن يكون قتالٌ ، وكاد هذا الموقف أن يؤثر على المؤمنين من بنى سلمة وبنى حارثة فيتبعوهم ، ولكن الله عصمهم بإيمانهم ، وأنزل فيهم قوله : { إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليّهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون } ( آل عمران : 122 )

    الاستعداد للمعركة

    وفى يوم السبت وصل الجيش إلى جبل أحد وعسكر هناك ، واختار رسول الله صلي الله عليه وسلم أرض المعركة ، وقام بتقسيم أفراد الجيش إلى ثلاث كتائب ، وردّ رسول الله صلي الله عليه وسلم صغار السنّ ومنعهم من المشاركة ، ثم عرج رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى أصحابه فانتخب منهم خمسين رامياً ، وأمّر عليهم عبدالله بن جُبير رضي الله ، وجعلهم على جبل يُقال له عينيْن يقابل جبل أحد ، وقال لهم : ( إن رأيتمونا تخْطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم ، وإن رأيتمونا هَزَمْنا القوم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم ، وانضحوا عنا بالنبل لا يأتونا من خلفنا ، إنا لن نزال غالبين ما ثبتم مكانكم ) ، ثم تقدّم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصفوف فسوّاها ، ووضع أشدّاء المؤمنين في مقدّمتهم ، وقال : ( لا يُقاتلنّ أحدٌ حتى نأمره بالقتال )
    و فى هذه الأثناء حاول أبو سفيان أن يُحدث شرخاً فى صفوف المؤمنين ، فعمد إلى الأنصار قائلا : خلّوا بيننا وبين ابن عمّنا ؛ فننصرف عنكم ، ولا حاجة لنا بقتالكم ، فقبّحوا كلامه وردّوا عليه بما يكره ، فجاء رجلُ يُقال له أبو عامر الراهب من أهل المدينة ، فأراد أن يثنيهم عن حرب قريش فقال : يا معشر الأوس ، أنا أبو عامر فقالوا له : فلا أنعم الله بك عيناً يا فاسق ، فلما سمعهم قال : لقد أصاب قومي بعدي شرٌّ

    بدأ المعركة

    بدأت المعركة بمبارزة فريدة تبعها التحام بين الصفوف ، واشتدّ القتال ، وبدأت ملامح النصر تظهر من خلال المواقف البطوليّة التى أظهرها المسلمون واستبسالهم فى القتال ، ومع تقهقر قريش وفرارهم أوّل الأمر ظنّ الرماة انتهاء المعركة ، ورأوا ما خلّفته من غنائم كثيرة فتحركت نفوسهم طمعاً فى نيل نصيبهم منها ، فتنادوا قائلين : الغنيمةَ أيها القوم ، الغنيمةَ ، ظهر أصحابكم فما تنتظرون ؟ ، فقال أميرهم عبد الله بن جبير : أنسيتم ما قال لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلم يلتفتوا إليه وقالوا : والله لنأتين الناس فلنصيبنّ من الغنيمة فغادروا أماكنهم متجهين صوب الوادى
    ووجد خالد بن الوليد فى ذلك فرصةً سانحة كي يدير دفّة المعركة لصالح المشركين ، وبالفعل انطلق مع مجموعة من الفرسان ليلتفّوا حول المسلمين ويحيطوا بهم من كلا الطرفين ، ففوجئ المسلمون بمحاصرتهم ، واستحرّ القتل فيهم ، وفرّ منهم من فرّ ، وتساقط الكثير منهم جرحى ، وفى هذه الأثناء انقطع الاتصال برسول الله
    وبينما كان المسلمون فى محنتهم تلك ، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يواجه الموت ، فقد خلُص إليه المشركون فكسروا أنفه وسِنّه ، وشجّوا وجهه الشريف حتى سالت منه الدماء ، فجعل يمسح الدم عنه ويقول : ( كيف يفلح قوم شجّوا نبيّهم ؟ )
    وأدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الأمور لن تعود إلى نصابها إلا بكسر هذا الطوق المحكم الذى ضربه المشركون ، فصعد إلى الجبل ومعه ثُلّة من خيرة أصحابه ، واستبسلوا فى الدفاع عنه
    وانكشفت المعركة عن مقتل سبعين صحابيّاً وجرح العديد منهم ، بعد أن انصرف المشركون مكتفين بالذى حقّقوه ، و لحقت الهزيمة بالمسلمين لأوّل مرة فى تاريخهم نتيجة مخالفتهم أوامر رسول الله

    0 Комментарии 0 Поделились 50 Просмотры 0 предпросмотр
  • غزوة السويق

    أسباب الغزوة

    لم يكن من المتوقع أن يتلقى أهل مكة هزيمتهم من المسلمين بالقبول والاستسلام، ولذلك فإنهم منذ عادوا من بدر أعلنوا أن يوم الانتقام قريب ونذر أبو سفيان ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدًا ،
    ولذلك تعجل أبو سفيان القيام بعمل سريع يعيد به إلى قريش كبرياءها ومكانتها التى فقدتها فى بدر، وينال به من المسلمين إرضاء لنزعه الحقد والغيظ التى ملكت القرشيين جميعًا ضد المسلمين وضاعفتها هزيمة بدر


    فخرج فى مائتي راكب من قريش وذلك فى ذي الحجة، أي بعد غزوة بدر بشهرين، يريد المدينة ولما قاربها أتى بنى النضير تحت جنح الليل، فأتى حي بن أخطب فلم يقبل مقابلته، فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم، وكان سيد بنى النضير فى زمانه، فاستأذن عليه فأذن له، واجتمع به فعرف منه بعض أخبار المسلمين، وأعلمه أبو سفيان بما عزم عليه وأتى من أجله ثم خرج من عنده ليلاً وبعث رجالاً من قريش إلى المدينة فأتوا ناحية منها يقال لها العريض فى طرف المدينة فحرقوا نخلاً بها وقتلوا رجلاً من الأنصار وحليفًا له فى حرث لهما ثم كروا راجعين، ورأى أبو سفيان أنه قد بر بيمينه فى غزو محمد


    موقف رسول الله
    علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من أبى سفيان و من معه فخرج فى أثرهم وسار معه بعض أصحابه حتى بلغوا قرقرة الكدر( ماء لبنى سليم ) ولم يلحقوا بهم لإمعان أبي سفيان وأصحابه فى الفرار لخوفهم، حتى أنهم ألقوا ما معهم من الأزواد للتخفف حتى استطاعوا النجاة من جيش المسلمين، وقد سميت غزوة السويق (والسويق هو: قمح أو شعير يغلى ثم يطحن فيتزود به ملتوتًا بماء أو سمن أو عسل)





    غزوة السويق

    أسباب الغزوة

    فخرج فى مائتي راكب من قريش وذلك فى ذي الحجة، أي بعد غزوة بدر بشهرين، يريد المدينة ولما قاربها أتى بنى النضير تحت جنح الليل، فأتى حي بن أخطب فلم يقبل مقابلته، فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم، وكان سيد بنى النضير فى زمانه، فاستأذن عليه فأذن له، واجتمع به فعرف منه بعض أخبار المسلمين، وأعلمه أبو سفيان بما عزم عليه وأتى من أجله ثم خرج من عنده ليلاً وبعث رجالاً من قريش إلى المدينة فأتوا ناحية منها يقال لها العريض فى طرف المدينة فحرقوا نخلاً بها وقتلوا رجلاً من الأنصار وحليفًا له فى حرث لهما ثم كروا راجعين، ورأى أبو سفيان أنه قد بر بيمينه فى غزو محمد
    موقف رسول الله علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من أبى سفيان و من معه فخرج فى أثرهم وسار معه بعض أصحابه حتى بلغوا قرقرة الكدر( ماء لبنى سليم ) ولم يلحقوا بهم لإمعان أبي سفيان وأصحابه فى الفرار لخوفهم، حتى أنهم ألقوا ما معهم من الأزواد للتخفف حتى استطاعوا النجاة من جيش المسلمين، وقد سميت غزوة السويق (والسويق هو: قمح أو شعير يغلى ثم يطحن فيتزود به ملتوتًا بماء أو سمن أو عسل)

    0 Комментарии 0 Поделились 51 Просмотры 0 предпросмотр
  • غزوة تبوك


    كان فتح مكة ايذانا بدخول الجزيرة العربية كلها فى الاسلام ، فقد أدرك العرب بعد فتح مكة و بعد إسلام قريش أنه لا مفر لهم من دخول الإسلام إن عاجلا أو آجلا ، فما هي إلا دورة العام حتى صارت جزيرة العرب موئل الإسلام و صار أهلها من العرب هم أهله و حماته


    فلما ظهر الاسلام فى جزيرة العرب و أخذ يوحد كلمة العرب و يجمع صفوفهم تحت لوائه ، أيقن الروم أن خطرا يوشك أن يواقعهم فقد كانت لهم مصالح شتى بالجزيرة العربية و كانت الظروف فى الجزيرة العربية من قبل تساعد على بقاء هذه المصالح ، فقد كان العرب بطبيعة حياتهم قبائل متفرقة و لم تكن لهم و حدة جامعة تلم شملهم و تجمع كلمتهم ، و كانت كل قبيلة إنما يهمها أمر أفرادها أو أمر حلفائها ، و من هنا كانت كلمة العرب فى تفرق دائم و كان من صالح الروم أن يستمر هذا التفرق بين العرب ليستمر سلطانهم مبسوطا على اتباعهم منهم لذلك وجدوا أنه لابد من عمل سريع لدرء هذا الخطر الذى استفحل أمره ، و كانت دولة الروم فى عنفوانها و قوتها و لم يكن قد مضى على انتصارها على دولة الفرس غير بضع سنين و كان لديها القوة و العتاد ما تظن أنها قادرة به على تحطيم امة الاسلام ، من أجل ذلك أعد الروم عدتهم و أرادوا أن يهاجموا المسلمين فى عقر دارهم ليقطعوا دابرهم و يفرغوا منهم


    و بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام ، فدعا إلى تجهيز جيش قوي يصد غزو الروم



    أحداث الغزوة


    وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن الظروف التى يمر بها صعبة ، وأن الأيام أيام قيظٍ وقحط

    فبعث الرجال يحثون القبائل على الاشتراك فى الجيش ، وحث الأغنياء على أن يجودوا بمالهم ، فتبرع عثمان بن عفان بعشرة آلاف دينار وتسعمائة بعيرٍ ، ومائة فرس

    كما تبرع أبو بكرٍ الصديق بكل ماله

    وتبرع عبد الرحمن بن عوف بأربعين ألف دينار

    وتبرعت النساء بحليهن وزينتهن من الذهب


    و تحرك جيش المسلمين إلى تبوك في شهر رجب من العام التاسع بقيادة الرسول ، وكان عددهم ثلاثين ألفاً تقريباً

    و أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء لأبي بكرٍ الصديق

    وعسكر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه في ثنية الوداع

    وكان الحر شديداً للغاية ، وعانى المسلمون من عسرة الماء والزاد ، حتى اضطروا لذبح إبلهم وإخراج ما فى كروشها فيعصرونه ويشربونه

    لذلك سميت الغزوة بغزوة العسرة


    وقضى المسلمون فى تبوك حوالي عشرين يوماً ، ولكن لم يجدوا هناك أحداً من الروم الذين رجعوا من حيث أتوا ، حينما علموا بمسير الجيش المسلم الذي يؤثر الموت على الحياة


    واستشار الرسول أصحابه فى مجاوزة تبوك إلى ما هو أبعد منها من ديار الشام

    فأشار عليه الفاروق عمر بالعودة إلى المدينة

    فاستحسن الرسول رأيه فصالح أهل تبوك، وأمّن حدوده بعقد معاهدات مع الإمارات التى تقع هناك، وقفل راجعًا إلى المدينة حامدين شاكرين


    غزوة تبوك

    كان فتح مكة ايذانا بدخول الجزيرة العربية كلها فى الاسلام ، فقد أدرك العرب بعد فتح مكة و بعد إسلام قريش أنه لا مفر لهم من دخول الإسلام إن عاجلا أو آجلا ، فما هي إلا دورة العام حتى صارت جزيرة العرب موئل الإسلام و صار أهلها من العرب هم أهله و حماته
    فلما ظهر الاسلام فى جزيرة العرب و أخذ يوحد كلمة العرب و يجمع صفوفهم تحت لوائه ، أيقن الروم أن خطرا يوشك أن يواقعهم فقد كانت لهم مصالح شتى بالجزيرة العربية و كانت الظروف فى الجزيرة العربية من قبل تساعد على بقاء هذه المصالح ، فقد كان العرب بطبيعة حياتهم قبائل متفرقة و لم تكن لهم و حدة جامعة تلم شملهم و تجمع كلمتهم ، و كانت كل قبيلة إنما يهمها أمر أفرادها أو أمر حلفائها ، و من هنا كانت كلمة العرب فى تفرق دائم و كان من صالح الروم أن يستمر هذا التفرق بين العرب ليستمر سلطانهم مبسوطا على اتباعهم منهم لذلك وجدوا أنه لابد من عمل سريع لدرء هذا الخطر الذى استفحل أمره ، و كانت دولة الروم فى عنفوانها و قوتها و لم يكن قد مضى على انتصارها على دولة الفرس غير بضع سنين و كان لديها القوة و العتاد ما تظن أنها قادرة به على تحطيم امة الاسلام ، من أجل ذلك أعد الروم عدتهم و أرادوا أن يهاجموا المسلمين فى عقر دارهم ليقطعوا دابرهم و يفرغوا منهم
    و بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام ، فدعا إلى تجهيز جيش قوي يصد غزو الروم

    أحداث الغزوة

    وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن الظروف التى يمر بها صعبة ، وأن الأيام أيام قيظٍ وقحط
    فبعث الرجال يحثون القبائل على الاشتراك فى الجيش ، وحث الأغنياء على أن يجودوا بمالهم ، فتبرع عثمان بن عفان بعشرة آلاف دينار وتسعمائة بعيرٍ ، ومائة فرس
    كما تبرع أبو بكرٍ الصديق بكل ماله
    وتبرع عبد الرحمن بن عوف بأربعين ألف دينار
    وتبرعت النساء بحليهن وزينتهن من الذهب
    و تحرك جيش المسلمين إلى تبوك في شهر رجب من العام التاسع بقيادة الرسول ، وكان عددهم ثلاثين ألفاً تقريباً
    و أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء لأبي بكرٍ الصديق
    وعسكر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه في ثنية الوداع
    وكان الحر شديداً للغاية ، وعانى المسلمون من عسرة الماء والزاد ، حتى اضطروا لذبح إبلهم وإخراج ما فى كروشها فيعصرونه ويشربونه
    لذلك سميت الغزوة بغزوة العسرة
    وقضى المسلمون فى تبوك حوالي عشرين يوماً ، ولكن لم يجدوا هناك أحداً من الروم الذين رجعوا من حيث أتوا ، حينما علموا بمسير الجيش المسلم الذي يؤثر الموت على الحياة
    واستشار الرسول أصحابه فى مجاوزة تبوك إلى ما هو أبعد منها من ديار الشام
    فأشار عليه الفاروق عمر بالعودة إلى المدينة
    فاستحسن الرسول رأيه فصالح أهل تبوك، وأمّن حدوده بعقد معاهدات مع الإمارات التى تقع هناك، وقفل راجعًا إلى المدينة حامدين شاكرين

    0 Комментарии 0 Поделились 601 Просмотры 0 предпросмотр
  • رحمته صلى الله عليه وسلم بالعابدين



    كان للعبادة فى قلب الصحابة أهمية قصوى

    فقد كانت لا تشغلهم أنفسهم ولا أموالهم عنها، بل كانوا هم من ينشغلون بالعبادة عن أنفسهم وأهليهم فى أوقات كثيرة

    وذلك ما يجعلنا نضع أصابعنا على نوع جديد من الرحمة فى حياة النبي ، حيث كان يوجه ويرشد ويدفع بالناس فى طريق العبادة والجنة، ولكن برفق ودون إرهاق للذات

    فقد كان أرحم بالمسلمين من رحمتهم بأنفسهم

    يرحمهم حتى لا ترهقهم كثرة العبادة عن الحد، فترهق أجسادهم، وربما أنستهم بعض ما عليهم من واجبات، فإذا به يوجههم (رحمة كذلك) إلى من حولهم من أهلهم كأزواج وأبناء





    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي قال: بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل فلا تفعل فإن لجسدك عليك حقاً، صم وأفطر، صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر

    قلت: يا رسول الله إن لى قوة

    قال: صم صوم داود عليه السلام، صم يوماً وأفطر يوماً

    فكان يقول: يا ليتنى أخذت بالرخصة

    (رواه البخاري ومسلم)





    هذه الرحمة التى قد لا يلتفت إليها العابد وهو فى ذروة إحساسه بالتمتع بلذة عبادته، يعلم النبي أنه ربما لا يطيقها فيما بعد، فيكون رحيما به ويوصيه بالرحمة بنفسه فى عبادته





    تلك الرحمة بالعابدين ربما تمتد لتكون رحمة بمن يحيط بالعابدين

    فربما لا يلتفت العابد إلى بعض الواجبات العائلية أو الشخصية حين ينشغل فى غمرة العبادات، فتأتي نسمات رحمة المصطفى لتعلمنا أجمل معانى الرحمة فى هذا المشهد الرائع:



    عن أبي جحيفة قال: آخى رسول الله بين سلمان وأبى الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء ‏مبتذلة (فى هيئة رثة) فقال لها: ما شأنك؟



    فقالت: إن أخاك أبا الدرداء ليست له حاجة في الدنيا

    قال: فلما ‏جاء أبا الدرداء، قرّب طعامًا، فقال: كل فإنى صائم

    قال: ما أنا بآكل حتى تأكل

    قال: فأكل

    فلما كان الليل، ‏ذهب أبو الدرداء ليقوم، فقال له سلمان: نم

    فنام

    فلما كان من آخر الليل، قال له سلمان: قم الآن

    فقاما ‏فصليا

    فقال إن لنفسك عليك حقًّا ولربك عليك حقًّا وإن لضيفك عليك حقًّا وإن لأهلك عليك حقًّا فأعط كل ذى ‏حق حقه

    فأتيا النبي فذكرا ذلك له فقال صدق سلمان

    (رواه البخاري)





    وفى مشهد آخر، تتجلي فيه عظمة رحمة النبي بالعابدين

    نراه يدخل فيجد حبلاً ممدوداً بين ساريتين فيقول لمن هذا الحبل؟ قالوا: إنه لزينب، إن فترت - في الصلاة - تعلقت به

    قال : حُـلُّـوه

    ليُصل أحدكم نشاطه ، فإذا كسل أو فتر فليقعد

    (رواه مسلم)





    هكذا كان رحيما بالمسلمين وهم يتعبدون وهو الذى كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، فتقول له السيدة عائشة: يا رسول الله ! أتصنع هذا، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول: أفلا أكون عبدا شكورا؟ (رواه مسلم)


    رحمته صلى الله عليه وسلم بالعابدين


    كان للعبادة فى قلب الصحابة أهمية قصوى
    فقد كانت لا تشغلهم أنفسهم ولا أموالهم عنها، بل كانوا هم من ينشغلون بالعبادة عن أنفسهم وأهليهم فى أوقات كثيرة
    وذلك ما يجعلنا نضع أصابعنا على نوع جديد من الرحمة فى حياة النبي ، حيث كان يوجه ويرشد ويدفع بالناس فى طريق العبادة والجنة، ولكن برفق ودون إرهاق للذات
    فقد كان أرحم بالمسلمين من رحمتهم بأنفسهم
    يرحمهم حتى لا ترهقهم كثرة العبادة عن الحد، فترهق أجسادهم، وربما أنستهم بعض ما عليهم من واجبات، فإذا به يوجههم (رحمة كذلك) إلى من حولهم من أهلهم كأزواج وأبناء

    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي قال: بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل فلا تفعل فإن لجسدك عليك حقاً، صم وأفطر، صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر
    قلت: يا رسول الله إن لى قوة
    قال: صم صوم داود عليه السلام، صم يوماً وأفطر يوماً
    فكان يقول: يا ليتنى أخذت بالرخصة
    (رواه البخاري ومسلم)

    هذه الرحمة التى قد لا يلتفت إليها العابد وهو فى ذروة إحساسه بالتمتع بلذة عبادته، يعلم النبي أنه ربما لا يطيقها فيما بعد، فيكون رحيما به ويوصيه بالرحمة بنفسه فى عبادته

    تلك الرحمة بالعابدين ربما تمتد لتكون رحمة بمن يحيط بالعابدين
    فربما لا يلتفت العابد إلى بعض الواجبات العائلية أو الشخصية حين ينشغل فى غمرة العبادات، فتأتي نسمات رحمة المصطفى لتعلمنا أجمل معانى الرحمة فى هذا المشهد الرائع:
    عن أبي جحيفة قال: آخى رسول الله بين سلمان وأبى الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء ‏مبتذلة (فى هيئة رثة) فقال لها: ما شأنك؟
    فقالت: إن أخاك أبا الدرداء ليست له حاجة في الدنيا
    قال: فلما ‏جاء أبا الدرداء، قرّب طعامًا، فقال: كل فإنى صائم
    قال: ما أنا بآكل حتى تأكل
    قال: فأكل
    فلما كان الليل، ‏ذهب أبو الدرداء ليقوم، فقال له سلمان: نم
    فنام
    فلما كان من آخر الليل، قال له سلمان: قم الآن
    فقاما ‏فصليا
    فقال إن لنفسك عليك حقًّا ولربك عليك حقًّا وإن لضيفك عليك حقًّا وإن لأهلك عليك حقًّا فأعط كل ذى ‏حق حقه
    فأتيا النبي فذكرا ذلك له فقال صدق سلمان
    (رواه البخاري)

    وفى مشهد آخر، تتجلي فيه عظمة رحمة النبي بالعابدين
    نراه يدخل فيجد حبلاً ممدوداً بين ساريتين فيقول لمن هذا الحبل؟ قالوا: إنه لزينب، إن فترت - في الصلاة - تعلقت به
    قال : حُـلُّـوه
    ليُصل أحدكم نشاطه ، فإذا كسل أو فتر فليقعد
    (رواه مسلم)

    هكذا كان رحيما بالمسلمين وهم يتعبدون وهو الذى كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، فتقول له السيدة عائشة: يا رسول الله ! أتصنع هذا، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول: أفلا أكون عبدا شكورا؟ (رواه مسلم)

    0 Комментарии 0 Поделились 195 Просмотры 0 предпросмотр
  • رحمته صلى الله عليه وسلم بالأسرى

    رحمته بالأسرى
    لقد أقرت المواثيق الدولية حقوق الأسرى و كان ذلك احتراما لإنسانية الإنسان ورحمة به

    وقد غفل العالم أو تغافل عن أن هذه الرحمة التى جاءت بها تلك المواثيق، ما هي إلا نقطة فى بحر الرحمة التى غمر بها رسولنا الرحيم أسراه


    فقد كان دائما يأمر بالرفق بالأسرى والإحسان إليهم وإكرامهم

    و المتأمل فى السيرة النبوية يرى كيف كانت حياته صلى الله عليه وسلم زاخرة بالكثير من سماحته و رفقه بالأسرى



    مظاهر الرحمة بالأسرى :

    إطعام الأسرى
    قال الله تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًاففى هذه الآية الكريمة يحثُّ الله تعالى عباده المؤمنين على الإحسان إلى أسراهم وإطعامهم ، ويعِدُهم بذلك النعيمَ فى الآخرة


    قال ابن عباس رضي الله عنهما : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم غزوة بدر أن يُكرموا الأُسَارى، فكانوا يُقَدِّمُونهم على أنفسهم عند الغداء، ولم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يقدمون للأسرى ما بقى من طعامهم بل كانوا ينتقون لهم أجود ما لديهم من طعام، ويجعلونهم يأكلونه عملاً بوصية رسول الله بهم


    كسوة الأسرى
    لم يقتصر المسلمون على إطعام أسراهم من المشركين؛ بل إنهم كانوا يُقدّمون لهم الملابس أيضًا، وهذا ثابت في الصحيح، فقد جعل البخاري –رحمه الله– بابًا في الصحيح سمّاه: باب الكسوة للأُسارى، وذكر فيه أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ‏لَمَّا كَانَ يَوْمَ ‏بَدْرٍ ‏أُتِيَ بِأُسَارَى وَأُتِيَ‏ ‏بِالْعَبَّاسِ ‏وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ فَنَظَرَ النَّبِيُّ ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏لَهُ قَمِيصًا فَوَجَدُوا قَمِيصَ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ‏‏يَقْدُرُ عَلَيْهِ فَكَسَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏إِيَّاهُ



    توفير المأوى والمسكن للأسرى
    كان المسلمون يجعلون الأسرى حتى يتمّ النظر فى شأنهم فى أحد مكانين إما المسجد وهو أشرف مكان عند المسلمين، وإما بيوت الصحابة رضي الله عنهم


    و ذلك حتي يَرَوْا أخلاق المسلمين وعبادتهم لعلهم يتأثّرون بها، فيدخل الإيمان فى قلوبهم ، وقد حدث هذا بالفعل مع بعضهم كالصحابي ثمامة بن أثال رضي الله عنه


    وأما إبقاء الأسرى فى منازل الصحابة رضي الله عنهم فكان هذا إكرامًا كبيرًا من المسلمين لهؤلاء الأسرى؛ فعن الحسن البصري أن رسول الله كان يُؤتَى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول: أَحْسِنْ إليه فيكون عنده اليومين والثلاثة ، فَيُؤْثِرُهُ على نفسه



    عدم التعرّض للأسرى بالأذى
    ربَّى الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام رضي الله عنهم على الرحمة ، فقد روى جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ‏مَنْ لا يَرْحَمْ النَّاسَ لا يَرْحَمْهُ اللَّهُ




    فكان الصحابة رضوان الله عليهم نماذج عملية فى الرحمة ببنى البشر جميعًا مسلمين وغير مسلمين، وقد أنكر الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب غلامي قريش فى أحداث بدر فقال : إِذَا صَدَقَاكُمْ ضَرَبْتُمُوهُمَا، وَإِذَا كَذَبَاكُمْ تَرَكْتُمُوهُمَا،صَدَقَا وَاللهِ إِنَّهُمَا لِقُرَيْشمع أن هذين الغلامين اللذين ضُرِبَا من الجيش المعادى –جيش المشركين– ويمدَّان الجيش بالماء


    بل إن شريعة الإسلام تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث تمنع تعذيب الأسير للإدلاء بمعلومات عن العدو، وقد قيل للإمام مالك: أَيُعذَّبُ الأسيرُ إن رُجِيَ أن يدلّ على عورة العدو؟ قال: ما سمعت بذلك



    الرفق بالأسرى واللين معهم
    من أخلاق الإسلام أيضًا فى التعامل مع الأسرى الرفقُ ولين الجانب، حتى يشعروا بالأمن والطمأنينة، وقد كان من أخلاق رسول الله أنّه كان يردُّ على استفسارات الأسرى، ولا يسأم أو يَمَلُّ من أسئلتهم، مما يُوحِى بسعة صدره، وعمق رحمة النبي التى شملت البشر جميعًا




    احترام مشاعر الأسرى الإنسانية
    إن الإسلام يرفع من قيمة البشر، ويحترم المشاعر الإنسانية احترامًا كبيرًا، سواء مع المسلمين أو مع غيرهم، وقد وجدنا تطبيقات عمليّة كثيرة لهذا الأمر فى حياة النبيّ ، ويظهر هذا الأمر بوضوح في أوقات الشدائد وبعد الحروب خاصّة، فنجد النبي يوجِّه أصحابه الكرام توجيهات إنسانية راقية فى شأن التعامل مع الأسرى من النساء والأطفال؛ فينهى عن التفريق بين الأم وطفلها؛ فعَنْ أبى أيوب الأنصاري رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ



    رحمته صلى الله عليه وسلم بالأسرى

    رحمته بالأسرى لقد أقرت المواثيق الدولية حقوق الأسرى و كان ذلك احتراما لإنسانية الإنسان ورحمة به
    وقد غفل العالم أو تغافل عن أن هذه الرحمة التى جاءت بها تلك المواثيق، ما هي إلا نقطة فى بحر الرحمة التى غمر بها رسولنا الرحيم أسراه
    فقد كان دائما يأمر بالرفق بالأسرى والإحسان إليهم وإكرامهم
    و المتأمل فى السيرة النبوية يرى كيف كانت حياته صلى الله عليه وسلم زاخرة بالكثير من سماحته و رفقه بالأسرى
    مظاهر الرحمة بالأسرى : إطعام الأسرى قال الله تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًاففى هذه الآية الكريمة يحثُّ الله تعالى عباده المؤمنين على الإحسان إلى أسراهم وإطعامهم ، ويعِدُهم بذلك النعيمَ فى الآخرة
    قال ابن عباس رضي الله عنهما : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم غزوة بدر أن يُكرموا الأُسَارى، فكانوا يُقَدِّمُونهم على أنفسهم عند الغداء، ولم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يقدمون للأسرى ما بقى من طعامهم بل كانوا ينتقون لهم أجود ما لديهم من طعام، ويجعلونهم يأكلونه عملاً بوصية رسول الله بهم
    كسوة الأسرى لم يقتصر المسلمون على إطعام أسراهم من المشركين؛ بل إنهم كانوا يُقدّمون لهم الملابس أيضًا، وهذا ثابت في الصحيح، فقد جعل البخاري –رحمه الله– بابًا في الصحيح سمّاه: باب الكسوة للأُسارى، وذكر فيه أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ‏لَمَّا كَانَ يَوْمَ ‏بَدْرٍ ‏أُتِيَ بِأُسَارَى وَأُتِيَ‏ ‏بِالْعَبَّاسِ ‏وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ فَنَظَرَ النَّبِيُّ ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏لَهُ قَمِيصًا فَوَجَدُوا قَمِيصَ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ‏‏يَقْدُرُ عَلَيْهِ فَكَسَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏إِيَّاهُ
    توفير المأوى والمسكن للأسرى كان المسلمون يجعلون الأسرى حتى يتمّ النظر فى شأنهم فى أحد مكانين إما المسجد وهو أشرف مكان عند المسلمين، وإما بيوت الصحابة رضي الله عنهم
    و ذلك حتي يَرَوْا أخلاق المسلمين وعبادتهم لعلهم يتأثّرون بها، فيدخل الإيمان فى قلوبهم ، وقد حدث هذا بالفعل مع بعضهم كالصحابي ثمامة بن أثال رضي الله عنه
    وأما إبقاء الأسرى فى منازل الصحابة رضي الله عنهم فكان هذا إكرامًا كبيرًا من المسلمين لهؤلاء الأسرى؛ فعن الحسن البصري أن رسول الله كان يُؤتَى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول: أَحْسِنْ إليه فيكون عنده اليومين والثلاثة ، فَيُؤْثِرُهُ على نفسه
    عدم التعرّض للأسرى بالأذى ربَّى الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام رضي الله عنهم على الرحمة ، فقد روى جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ‏مَنْ لا يَرْحَمْ النَّاسَ لا يَرْحَمْهُ اللَّهُ

    فكان الصحابة رضوان الله عليهم نماذج عملية فى الرحمة ببنى البشر جميعًا مسلمين وغير مسلمين، وقد أنكر الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب غلامي قريش فى أحداث بدر فقال : إِذَا صَدَقَاكُمْ ضَرَبْتُمُوهُمَا، وَإِذَا كَذَبَاكُمْ تَرَكْتُمُوهُمَا،صَدَقَا وَاللهِ إِنَّهُمَا لِقُرَيْشمع أن هذين الغلامين اللذين ضُرِبَا من الجيش المعادى –جيش المشركين– ويمدَّان الجيش بالماء
    بل إن شريعة الإسلام تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث تمنع تعذيب الأسير للإدلاء بمعلومات عن العدو، وقد قيل للإمام مالك: أَيُعذَّبُ الأسيرُ إن رُجِيَ أن يدلّ على عورة العدو؟ قال: ما سمعت بذلك
    الرفق بالأسرى واللين معهم من أخلاق الإسلام أيضًا فى التعامل مع الأسرى الرفقُ ولين الجانب، حتى يشعروا بالأمن والطمأنينة، وقد كان من أخلاق رسول الله أنّه كان يردُّ على استفسارات الأسرى، ولا يسأم أو يَمَلُّ من أسئلتهم، مما يُوحِى بسعة صدره، وعمق رحمة النبي التى شملت البشر جميعًا

    احترام مشاعر الأسرى الإنسانية إن الإسلام يرفع من قيمة البشر، ويحترم المشاعر الإنسانية احترامًا كبيرًا، سواء مع المسلمين أو مع غيرهم، وقد وجدنا تطبيقات عمليّة كثيرة لهذا الأمر فى حياة النبيّ ، ويظهر هذا الأمر بوضوح في أوقات الشدائد وبعد الحروب خاصّة، فنجد النبي يوجِّه أصحابه الكرام توجيهات إنسانية راقية فى شأن التعامل مع الأسرى من النساء والأطفال؛ فينهى عن التفريق بين الأم وطفلها؛ فعَنْ أبى أيوب الأنصاري رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

    0 Комментарии 0 Поделились 190 Просмотры 0 предпросмотр
  • رحمته مع غير المسلمين

    كان حريصا علي هدايتهم
    لقد أرسل الله تعالي رسوله صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من ظلمات الشرك و الكفر إلي أنوار التوحيد و الايمان ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتمنى الهداية للناس جميعا ، بل كان حزينا أشد الحزن على غير المسلمين بسبب إعراضهم عن طريق الحق و الهداية و لذا قال له الله تعالى فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا


    و على الرغم من قساوتهم و عنادهم إلا أن رسول الله أبى ان يدعوا عليهم ، فعلى الرغم مما كان يلاقيه الصحابة فى مكة من عذاب و اضطهاد من جانب مشركى مكة فقالوا لرسول الله ألا تدعو الله على المشركين فقال إنى لم أبعث لعانا و إنما بُعثتُ رحمة


    فقد كان صلى الله عليه وسلم يدعوا للمشركين بالهداية بل كان يدعو لمن آذاه و عاداه ، فقد كان يدعو لأبى جهل و لعمر بن الخطاب قبل إسلامه و يقول اللهم أعز الإسلام باحب هذين الرجلين إليك : بأبى جهل و بعمر بن الخطاب
    و كان يدعو دائما اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون



    كان صلى الله عليه وسلم لا يُكره أحد على الدخول فى الإسلام
    يقول الله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ، و يقول تعالى وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ، و امتثالا لقول الله تعالى كان رسول الله لا يكره أحدا ليدخل فى الإسلام ، و فى السيرة ما يؤكد ذلك ، فقد كان لرجل من الأنصار من بنى سالم بن عوف ابنان متنصران قبل مبعث النبي ، ثم قدما المدينة فى نفر من النصاري يحملون الزيت ، فلزمهما أبوهما ، و قال : لا أدعكما حتى تُسلما

    فأبيا أن يسلما ، فاختصموا إلى رسول الله ، فقال : يا رسول الله ، أيدخل بعضى النار و أنا أنظر؟! فأنزل الله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ، فخلًّى سبيلهم


    فأمر رسول الله والد الابنين المتنصرين و المخالفين له ولرسول الله فى العقيدة بأن يدعهما و ما يعتقدان ، و يخلى بينهما و ما يعبدان ، حتى و إن كان عليهما حق الطاعة ! كما اقر رسول الله الحرية الدينية كذلك فى أول دستور للمدينة ، و ذلك حينما اعترف لليهود بأنهم يشكلون مع المسلمين أمة واحدة



    كان صلى الله عليه وسلم يشتري منهم
    كان يتعامل مع اليهود يشتري منهم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : اشتري رسول الله من يهودي طعاما بنسيئة و رهنه درعه





    و النسيئة التأخير أي تأخير دفع الثمن إلي أجل


    و عنها رضي الله عنها قالت : توفي النبي و درعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير



    كان صلى الله يهديهم و يقبل الهدايا منهم
    قبل رسول الله هدية زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم فى خيبر حيث أهدت له شاة مشوية إلا انها أرادت اأن تقتل رسول الله فوضعت بها السم و اكثرت فى ذراع الشاة لما عرفته أن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤثرها


    كما أهدى رسول الله مَلِك أيلة بُرداً ، و أيلة بلد معروف بين مصر و الشام



    كان صلى الله عليه وسلم يأمر بصلة القريب وإن كان غير مسلم
    فها هى أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنهما تقول : قَدِمت عليَّ أمى و هي مشركة فى عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله و مدتهم مع أبيها ، فاستفتت رسول الله فقالت : يا رسول الله إن أمى قدمت عليَّ و هي راغبة أفأصلها ؟ قال : نعم صِلِيهَا



    عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير المسلمين و حرَّم خيانة عهدهم
    قال الله تعالى لرسوله : إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا و لم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين
    و عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، و إن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما



    و عن ان ابي ليلي أن قيس بن سعد و سهيل بن حنيف رضي الله عنهما كانا بالقادسية ، فمرت بهما جنازة فقاما فقيل لهما : إنها من أهل الارض فقالا : إن رسول الله مرت به جنازة فقام ، فقيل : إنه يهودي فقال : أليست نفسا


    و كان رسول الله ينهى أمته عن ظلم أي إنسان و لو كان كافرا قال صلى اللله عليه وسلم اتقوا دعوة المظلوم و إن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب



    التعامل مع غير المسلمين بالعدل
    كان تعامل رسول الله مع غير المسلمين تعاملا قائما على العدل ، من ذلك ما روي عن عبد الرحمن بن ابى بكر قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ثَلَاثِينَ وَمِائَةً فَقَالَ النَّبِيُّ هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ فَعُجِنَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ أَبَيْعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ أَوْ قَالَ أَمْ هِبَةٌ فَقَالَ لَا بَلْ بَيْعٌ فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً فَصُنِعَتْ وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ بِسَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُشْوَى قَالَ وَايْمُ اللَّهِ مَا مِنْ الثَّلَاثِينَ وَمِائَةٍ إِلَّا حَزَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ حُزَّةً حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهُ وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ قَالَ وَجَعَلَ قَصْعَتَيْنِ فَأَكَلْنَا مِنْهُمَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ فَحَمَلْتُهُ عَلَى الْبَعِيرِ أَوْ كَمَا قَالَ

    [مسلم، 2

    56]



    فهذا رسول الله فى فرقة من جيشه قوامها مائة و ثلاثون رجلا يحتاجون إلى طعام ، يمر بهم رجل مشرك بغنم ، فيشترى رسول الله منه شلة بثمنها ، و لم يتجه إلى اكراه هذا الرجل على إعطائهم الشاة بدون ثمن مع توافر القوة لدى رسول الله، ومع شدة احتياجهم ، و مع كفر الرجل و فساد عقيدته إنه العدل فى أرقي صوره



    و هكذا ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الصور السمحة له مع غير المسلمين وهو ما سار عليه الصحابة رضي الله عنهم والتابعون من بعدهم


    رحمته مع غير المسلمين

    كان حريصا علي هدايتهم لقد أرسل الله تعالي رسوله صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من ظلمات الشرك و الكفر إلي أنوار التوحيد و الايمان ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتمنى الهداية للناس جميعا ، بل كان حزينا أشد الحزن على غير المسلمين بسبب إعراضهم عن طريق الحق و الهداية و لذا قال له الله تعالى فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا
    و على الرغم من قساوتهم و عنادهم إلا أن رسول الله أبى ان يدعوا عليهم ، فعلى الرغم مما كان يلاقيه الصحابة فى مكة من عذاب و اضطهاد من جانب مشركى مكة فقالوا لرسول الله ألا تدعو الله على المشركين فقال إنى لم أبعث لعانا و إنما بُعثتُ رحمة
    فقد كان صلى الله عليه وسلم يدعوا للمشركين بالهداية بل كان يدعو لمن آذاه و عاداه ، فقد كان يدعو لأبى جهل و لعمر بن الخطاب قبل إسلامه و يقول اللهم أعز الإسلام باحب هذين الرجلين إليك : بأبى جهل و بعمر بن الخطاب و كان يدعو دائما اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون
    كان صلى الله عليه وسلم لا يُكره أحد على الدخول فى الإسلام يقول الله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ، و يقول تعالى وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ، و امتثالا لقول الله تعالى كان رسول الله لا يكره أحدا ليدخل فى الإسلام ، و فى السيرة ما يؤكد ذلك ، فقد كان لرجل من الأنصار من بنى سالم بن عوف ابنان متنصران قبل مبعث النبي ، ثم قدما المدينة فى نفر من النصاري يحملون الزيت ، فلزمهما أبوهما ، و قال : لا أدعكما حتى تُسلما
    فأبيا أن يسلما ، فاختصموا إلى رسول الله ، فقال : يا رسول الله ، أيدخل بعضى النار و أنا أنظر؟! فأنزل الله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ، فخلًّى سبيلهم
    فأمر رسول الله والد الابنين المتنصرين و المخالفين له ولرسول الله فى العقيدة بأن يدعهما و ما يعتقدان ، و يخلى بينهما و ما يعبدان ، حتى و إن كان عليهما حق الطاعة ! كما اقر رسول الله الحرية الدينية كذلك فى أول دستور للمدينة ، و ذلك حينما اعترف لليهود بأنهم يشكلون مع المسلمين أمة واحدة
    كان صلى الله عليه وسلم يشتري منهم كان يتعامل مع اليهود يشتري منهم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : اشتري رسول الله من يهودي طعاما بنسيئة و رهنه درعه


    و النسيئة التأخير أي تأخير دفع الثمن إلي أجل
    و عنها رضي الله عنها قالت : توفي النبي و درعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير
    كان صلى الله يهديهم و يقبل الهدايا منهم قبل رسول الله هدية زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم فى خيبر حيث أهدت له شاة مشوية إلا انها أرادت اأن تقتل رسول الله فوضعت بها السم و اكثرت فى ذراع الشاة لما عرفته أن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤثرها
    كما أهدى رسول الله مَلِك أيلة بُرداً ، و أيلة بلد معروف بين مصر و الشام
    كان صلى الله عليه وسلم يأمر بصلة القريب وإن كان غير مسلم فها هى أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنهما تقول : قَدِمت عليَّ أمى و هي مشركة فى عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله و مدتهم مع أبيها ، فاستفتت رسول الله فقالت : يا رسول الله إن أمى قدمت عليَّ و هي راغبة أفأصلها ؟ قال : نعم صِلِيهَا
    عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير المسلمين و حرَّم خيانة عهدهم قال الله تعالى لرسوله : إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا و لم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين و عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، و إن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما
    و عن ان ابي ليلي أن قيس بن سعد و سهيل بن حنيف رضي الله عنهما كانا بالقادسية ، فمرت بهما جنازة فقاما فقيل لهما : إنها من أهل الارض فقالا : إن رسول الله مرت به جنازة فقام ، فقيل : إنه يهودي فقال : أليست نفسا
    و كان رسول الله ينهى أمته عن ظلم أي إنسان و لو كان كافرا قال صلى اللله عليه وسلم اتقوا دعوة المظلوم و إن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب
    التعامل مع غير المسلمين بالعدل كان تعامل رسول الله مع غير المسلمين تعاملا قائما على العدل ، من ذلك ما روي عن عبد الرحمن بن ابى بكر قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ثَلَاثِينَ وَمِائَةً فَقَالَ النَّبِيُّ هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ فَعُجِنَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ أَبَيْعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ أَوْ قَالَ أَمْ هِبَةٌ فَقَالَ لَا بَلْ بَيْعٌ فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً فَصُنِعَتْ وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ بِسَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُشْوَى قَالَ وَايْمُ اللَّهِ مَا مِنْ الثَّلَاثِينَ وَمِائَةٍ إِلَّا حَزَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ حُزَّةً حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهُ وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ قَالَ وَجَعَلَ قَصْعَتَيْنِ فَأَكَلْنَا مِنْهُمَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ فَحَمَلْتُهُ عَلَى الْبَعِيرِ أَوْ كَمَا قَالَ
    [مسلم، 2
    56]
    فهذا رسول الله فى فرقة من جيشه قوامها مائة و ثلاثون رجلا يحتاجون إلى طعام ، يمر بهم رجل مشرك بغنم ، فيشترى رسول الله منه شلة بثمنها ، و لم يتجه إلى اكراه هذا الرجل على إعطائهم الشاة بدون ثمن مع توافر القوة لدى رسول الله، ومع شدة احتياجهم ، و مع كفر الرجل و فساد عقيدته إنه العدل فى أرقي صوره
    و هكذا ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الصور السمحة له مع غير المسلمين وهو ما سار عليه الصحابة رضي الله عنهم والتابعون من بعدهم

    0 Комментарии 0 Поделились 191 Просмотры 0 предпросмотр
  • محمد صلى الله عليه وسلم الصديق


    كان صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه فى مأكلهم و مشربهم فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنت جالسًا فى دارى فمرَّ بى رسول الله فأشار إليَّ، فقمتُ إليه، فأخذ بيدى فانطلقنا، حتى أتى بعض حُجَرِ نسائه فدخل، ثم أذن لى فدخلتُ والحجاب عليها، فقال: هَلْ مِنْ غَدَاءٍ؟ فقالوا: نعم

    فأتي بثلاثة أَقْرِصَةٍ فوضعن على نَبِيٍّ ، فأخذ رسول الله قرصًا فوضعه بين يديه، وأخذ قرصًا آخر فوضعه بين يديَّ، ثم أخذ الثالث فكسره باثنين، فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدي، ثم قال: هَلْ مِنْ أُدُمٍ ؟ قالوا: لا، إلاَّ شيء من خلٍّ

    قال: هَاتُوهُ، فَنِعْمَ الأُدُمُ هُوَ

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه فى مزاحهم ولهوهم –ولكن لم يكن مزاح رسول الله إلاَّ حقًّا- فمزاح الأصحاب سبب من الأسباب الرئيسة فى التلاحم والقرب، ومن هذه المواقف الرائعة التى أُثرت عن رسول الله ما رواه أنس رضي الله عنه أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهرًا، كان يُهدى للنبي الهديَّة من البادية فيجهِّزه رسول الله إذا أراد أن يخرج، فقال النبي : إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ


    وكان رسول الله يحبُّه، وكان رجلاً دميمًا، فأتاه النبي يومًا، وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال الرجل: أرسلنى، مَن هذا؟ فالتفت فعرف النبي





    وجعل النبي يقول: مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟ فقال: يا رسول الله، إذًا والله تجدني كاسدًا

    فقال النبي : لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ

    أو قال: لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ


    فهكذا كان يتعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نفسيَّة أصحابه فيُعلى من شأنهم، و يسعد لسعادتهم ويحزن لحزنهم


    وفى أحلك لحظات المسلمين شدَّة وجدنا رسول الله مع أصحابه كواحد منهم، يعانى ممَّا يعانون، ويتألَّم ممَّا يتألَّمون، ويلتمس أي شيء يكون سببًا فى إشباعهم من الجوع، وإسعادهم من الحزن، فرغم جوع المسلمين فى الخندق، ورغم قلَّة الطعام الذى أعدَّه جابر بن عبد الله إلاَّ أنَّ رسول الله لم يأكل دون إشراك أصحابه معه؛ حيث نادى فى أصحابه قائلاً: يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُورًا، فَحَيَّ هَلاً بِكُمْ





    كما نجد رسول الله يشارك أصحابه فى أزماتهم ومصائبهم مشاركة فعَّالة بتبشيرهم تارة بثواب ونعيم الله فى الآخرة، وبحلِّ مشاكلهم حلاًّ عمليًّا تارة أخرى؛ فها هو ذا يبشِّر عبد الله بن جحش عندما شكا له أن أبا سفيان قد أخذ دَارَهُم فى مكة بعد الهجرة وباعها، فقال له: أَلا تَرضَى يَا عَبْدَ اللهِ أَنْ يُعْطِيَكَ اللهُ بِهَا دَارًا خَيرًا مِنْهَا فِي الجنَّة؟ قال: بلى

    قال: فَذَلِكَ لَكَ


    ويأتى صحابى آخر قد أُصيب فى عهد الرسول فى ثمار ابتاعها فكثر دينه، فيقول رسول الله لأصحابه: تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ

    فَتَصَدَّقَ الناس عليه، فلم يَبْلُغْ ذلك وفاء دَيْنِهِ، فقال رسول الله لِغُرَمَائِهِ: خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ، وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ


    لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نِعْمَ الصاحب لأصحابه؛ يقف معهم فى أفراحهم وأتراحهم، وفى قوَّتهم وضعفهم، فلم يتميَّز عنهم بمزيَّة، بل كان كواحد منهم فى المأكل والمشرب والملبس، وهو ما جعل كثير من المشركين يتعجَّبون لهذه الرابطة القويَّة التى جمعته بأصحابه، فقال أبو سفيان بن حرب قبل إسلامه: ما رأيتُ من الناس أحدًا يحبُّ أحدًا كحُبِّ أصحاب محمد محمدًا!!


    محمد صلى الله عليه وسلم الصديق

    كان صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه فى مأكلهم و مشربهم فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنت جالسًا فى دارى فمرَّ بى رسول الله فأشار إليَّ، فقمتُ إليه، فأخذ بيدى فانطلقنا، حتى أتى بعض حُجَرِ نسائه فدخل، ثم أذن لى فدخلتُ والحجاب عليها، فقال: هَلْ مِنْ غَدَاءٍ؟ فقالوا: نعم
    فأتي بثلاثة أَقْرِصَةٍ فوضعن على نَبِيٍّ ، فأخذ رسول الله قرصًا فوضعه بين يديه، وأخذ قرصًا آخر فوضعه بين يديَّ، ثم أخذ الثالث فكسره باثنين، فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدي، ثم قال: هَلْ مِنْ أُدُمٍ ؟ قالوا: لا، إلاَّ شيء من خلٍّ
    قال: هَاتُوهُ، فَنِعْمَ الأُدُمُ هُوَ
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه فى مزاحهم ولهوهم –ولكن لم يكن مزاح رسول الله إلاَّ حقًّا- فمزاح الأصحاب سبب من الأسباب الرئيسة فى التلاحم والقرب، ومن هذه المواقف الرائعة التى أُثرت عن رسول الله ما رواه أنس رضي الله عنه أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهرًا، كان يُهدى للنبي الهديَّة من البادية فيجهِّزه رسول الله إذا أراد أن يخرج، فقال النبي : إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ
    وكان رسول الله يحبُّه، وكان رجلاً دميمًا، فأتاه النبي يومًا، وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال الرجل: أرسلنى، مَن هذا؟ فالتفت فعرف النبي


    وجعل النبي يقول: مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟ فقال: يا رسول الله، إذًا والله تجدني كاسدًا
    فقال النبي : لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ
    أو قال: لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ
    فهكذا كان يتعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نفسيَّة أصحابه فيُعلى من شأنهم، و يسعد لسعادتهم ويحزن لحزنهم
    وفى أحلك لحظات المسلمين شدَّة وجدنا رسول الله مع أصحابه كواحد منهم، يعانى ممَّا يعانون، ويتألَّم ممَّا يتألَّمون، ويلتمس أي شيء يكون سببًا فى إشباعهم من الجوع، وإسعادهم من الحزن، فرغم جوع المسلمين فى الخندق، ورغم قلَّة الطعام الذى أعدَّه جابر بن عبد الله إلاَّ أنَّ رسول الله لم يأكل دون إشراك أصحابه معه؛ حيث نادى فى أصحابه قائلاً: يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُورًا، فَحَيَّ هَلاً بِكُمْ

    كما نجد رسول الله يشارك أصحابه فى أزماتهم ومصائبهم مشاركة فعَّالة بتبشيرهم تارة بثواب ونعيم الله فى الآخرة، وبحلِّ مشاكلهم حلاًّ عمليًّا تارة أخرى؛ فها هو ذا يبشِّر عبد الله بن جحش عندما شكا له أن أبا سفيان قد أخذ دَارَهُم فى مكة بعد الهجرة وباعها، فقال له: أَلا تَرضَى يَا عَبْدَ اللهِ أَنْ يُعْطِيَكَ اللهُ بِهَا دَارًا خَيرًا مِنْهَا فِي الجنَّة؟ قال: بلى
    قال: فَذَلِكَ لَكَ
    ويأتى صحابى آخر قد أُصيب فى عهد الرسول فى ثمار ابتاعها فكثر دينه، فيقول رسول الله لأصحابه: تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ
    فَتَصَدَّقَ الناس عليه، فلم يَبْلُغْ ذلك وفاء دَيْنِهِ، فقال رسول الله لِغُرَمَائِهِ: خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ، وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ
    لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نِعْمَ الصاحب لأصحابه؛ يقف معهم فى أفراحهم وأتراحهم، وفى قوَّتهم وضعفهم، فلم يتميَّز عنهم بمزيَّة، بل كان كواحد منهم فى المأكل والمشرب والملبس، وهو ما جعل كثير من المشركين يتعجَّبون لهذه الرابطة القويَّة التى جمعته بأصحابه، فقال أبو سفيان بن حرب قبل إسلامه: ما رأيتُ من الناس أحدًا يحبُّ أحدًا كحُبِّ أصحاب محمد محمدًا!!

    0 Комментарии 0 Поделились 219 Просмотры 0 предпросмотр
  • محمد صلى الله عليه وسلم الأب


    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيقاً حانياً على أولاده 
    يروى أنّه كان يحتضنهم ويقبلّهم ويهتمّ لأمرهم 
    يقول أنس بن مالك: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله ، كان إبراهيم- ابن الرسول - مسترضعاً له فى عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت فيأخذه فيقبّله ثمّ يرجع؟ 
    نعم 
    يتكبد سيراً طويلاً من أجل أن يقبّل رضيعه ثمّ يرجع، أرأيتم إلى هذا الحنان 
    وروت أمّنا أمّ سلمة أنّ أبا العاص بن الربيع صهر رسول الله ، قد أسره المسلمون قبل أن يسلم، فدخل على زوجته السابقة زينب وطلب جوارها، فقبل النبي وفك أسره، وكان أبوها يقول عنها: ( هي خير بناتى، أصيبت فيّ ) فى إشارة إلى الأذى الذى لاقته أثناء هجرتها

    وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه كان إذا دخلت عليه السيدة فاطمة فى مجلسه قام فأخذ بيدها وقبّلها وأجلسها بقربه، وأنّه كان يحتضنها ويجلسها فى حجره

    و هناك الكثير من الروايات التى تصف لنا تلطفه للحسن والحسين ، فقد كان يلاعبهما ويقبلهما فى البيت والمجلس والمسجد، ولقبهما بريحانتيه، وأحياناً كان يصلى فيركبان ظهره فيطيل سجوده حتى ينزلا، أويؤمّ الناس أويخطب فيدخلان عليه فيحملهما ويتابع ما كان فيه
    و كان من شدة حبه و لهفته على أحفاده ما رواه عبد الله بن بردة عن ابيه قال : رأيت رسول الله يخطب ، فأقبل حسن و حسين رضي الله عنهما ، عليهما قميصان أحمران ، يعثران و يقومان ، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فأخذهما فوضعهما فى حجره ، فقال صدق الله : ( إنما أموالكم و أولادكم فتنة) ، رأيت هذين فلم أصبر ، ثم أخذ فى خطبته ، و كذلك كان حبه لبقية أحفاده فقد كان يُصلى و هو حامل أُمامة بنت ابنته زينت فإذا سجد وضعها ، و إذا قام حملها

    روي عبد الله بن بردة عن أبيه قال :خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على المسلمين فى إحدى صلاتي العشي – الظهر أو العصر- و هو حامل أحد ابنيه : الحسن أو الحسين رضي الله عنهما ، فتقدم رسول الله فوضعه عند قدمه اليمني ، فسجد رسول الله سجدة أطالها ، قال أبى: فرفعت رأسى من بين الناس ، فإذا رسول الله ساجدا ، وهذا الغلام راكب على ظهره فعدت فسجدت فلما انصرف رسول الله ، قال الناس : يا رسول الله لقد سجدت فى صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها ، أفشئ أُمرت به ؟ أو كان يوحى إليك ؟ قال : كل ذلك لم يكن ، و لكن ابنى ارتحلنى ، فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته
    و روي عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبَّل الحسن بن علي رضي الله عنهما و الأقرع بن حابس التميمى جالس ، فقال الأقرع : إنَّ لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا قط
    فقال رسول الله من لا يَرحم لا يُرحم

    أما عند وفاة إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد تجلت عظمته صلى الله عليه وسلم و ظهرت مشاعر الأب الجياشة تجاه ولده ، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه وهو يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال: ((يا ابن عوف إنها رحمة)) ثم أتبعها بأخرى فقال: ((إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)) رواه البخاري
    أيّ رحمة تلك وأي عطف؟ لقد كان صلى الله عليه وسلم يتقن التواصل اللفظى بالقول الحسن، والتواصل الجسدى بالتقبيل والعناق والاحتضان، والتواصل النفسى بالحنان والرحمة فقد كانت هكذا علاقة الأب بأبنائه و أحفاده 

    محمد صلى الله عليه وسلم الأب

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيقاً حانياً على أولاده 
    يروى أنّه كان يحتضنهم ويقبلّهم ويهتمّ لأمرهم 
    يقول أنس بن مالك: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله ، كان إبراهيم- ابن الرسول - مسترضعاً له فى عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت فيأخذه فيقبّله ثمّ يرجع؟ 
    نعم 
    يتكبد سيراً طويلاً من أجل أن يقبّل رضيعه ثمّ يرجع، أرأيتم إلى هذا الحنان 
    وروت أمّنا أمّ سلمة أنّ أبا العاص بن الربيع صهر رسول الله ، قد أسره المسلمون قبل أن يسلم، فدخل على زوجته السابقة زينب وطلب جوارها، فقبل النبي وفك أسره، وكان أبوها يقول عنها: ( هي خير بناتى، أصيبت فيّ ) فى إشارة إلى الأذى الذى لاقته أثناء هجرتها

    وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه كان إذا دخلت عليه السيدة فاطمة فى مجلسه قام فأخذ بيدها وقبّلها وأجلسها بقربه، وأنّه كان يحتضنها ويجلسها فى حجره

    و هناك الكثير من الروايات التى تصف لنا تلطفه للحسن والحسين ، فقد كان يلاعبهما ويقبلهما فى البيت والمجلس والمسجد، ولقبهما بريحانتيه، وأحياناً كان يصلى فيركبان ظهره فيطيل سجوده حتى ينزلا، أويؤمّ الناس أويخطب فيدخلان عليه فيحملهما ويتابع ما كان فيه
    و كان من شدة حبه و لهفته على أحفاده ما رواه عبد الله بن بردة عن ابيه قال : رأيت رسول الله يخطب ، فأقبل حسن و حسين رضي الله عنهما ، عليهما قميصان أحمران ، يعثران و يقومان ، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فأخذهما فوضعهما فى حجره ، فقال صدق الله : ( إنما أموالكم و أولادكم فتنة) ، رأيت هذين فلم أصبر ، ثم أخذ فى خطبته ، و كذلك كان حبه لبقية أحفاده فقد كان يُصلى و هو حامل أُمامة بنت ابنته زينت فإذا سجد وضعها ، و إذا قام حملها

    روي عبد الله بن بردة عن أبيه قال :خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على المسلمين فى إحدى صلاتي العشي – الظهر أو العصر- و هو حامل أحد ابنيه : الحسن أو الحسين رضي الله عنهما ، فتقدم رسول الله فوضعه عند قدمه اليمني ، فسجد رسول الله سجدة أطالها ، قال أبى: فرفعت رأسى من بين الناس ، فإذا رسول الله ساجدا ، وهذا الغلام راكب على ظهره فعدت فسجدت فلما انصرف رسول الله ، قال الناس : يا رسول الله لقد سجدت فى صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها ، أفشئ أُمرت به ؟ أو كان يوحى إليك ؟ قال : كل ذلك لم يكن ، و لكن ابنى ارتحلنى ، فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته
    و روي عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبَّل الحسن بن علي رضي الله عنهما و الأقرع بن حابس التميمى جالس ، فقال الأقرع : إنَّ لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا قط
    فقال رسول الله من لا يَرحم لا يُرحم

    أما عند وفاة إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد تجلت عظمته صلى الله عليه وسلم و ظهرت مشاعر الأب الجياشة تجاه ولده ، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه وهو يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال: ((يا ابن عوف إنها رحمة)) ثم أتبعها بأخرى فقال: ((إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)) رواه البخاري
    أيّ رحمة تلك وأي عطف؟ لقد كان صلى الله عليه وسلم يتقن التواصل اللفظى بالقول الحسن، والتواصل الجسدى بالتقبيل والعناق والاحتضان، والتواصل النفسى بالحنان والرحمة فقد كانت هكذا علاقة الأب بأبنائه و أحفاده 

    0 Комментарии 0 Поделились 191 Просмотры 0 предпросмотр